أخبار فلسطينتحقيقات صحفية

تفاصيل الاعتداء على رئيس مشجعي العودة

أثار مشهد الاعتداء الهمجي على الشاب رامز بركة رئيس رابطة مشجعي نادي العودة, عقب نهاية أحد اللقاءات في الدوري, حفيظة الرأي العام في قطاع غزة.

وانهال العشرات من الأشخاص على بركة بالضرب, بعد دقائق من ختام مباراة العطاء والأقصى, التي جرت على ملعب المدينة الرياضية شرق خانيونس جنوب القطاع, ضمن منافسات دوري الدرجة الثانية فرع “الوسطى والجنوب”.

تفاصيل الاعتداء

وكشف بركة “34 عاما” عن تفاصيل الواقعة, التي جاءت بشكل فجائي دون سبب يستدعي تعرضه لهذا الأمر, وفقا لتعبيره.

وقال : إن المشكلة بدأت عندما تعرض أحد أقربائه للضرب على يد أفراد مجهولين على المدرجات أثناء سير المباراة, اتضح بعد ذلك أنهم من إحدى العائلات المعروفة في خانيونس جنوب القطاع.

وأضاف: “ذهبت فورا لحل الاشكالية لضمان عدم تطورّها على المدرجات, وظننت فعليا أنها انتهت على هذه الشاكلة”, منوها إلى أنها شهدت إصابة “م.أ” وهو أحد لاعبي فريق العودة, الذي لم يكن طرفا في اللقاء أصلا.

وأوضح أنه غادر الملعب فور نهاية اللقاء برفقة أحد أصدقائه, لأجل الرجوع إلى بيته, قبل أن يستقل “باص” من نوع “هيونداي”, مبينا أن السائق فضّل الانتظار لحين تواجد العدد الكامل من الركاب.

ويؤكد رئيس رابطة مشجعي نادي العودة, أنه بعد حوالي 5 دقائق من تواجده داخل الباص, تفاجأ بوجود حوالي 30 شخصا, وفقا لتقديره, يطلبون من جميع الركاب النزول, لأجل الاعتداء عليه وحده, قبل أن ينهالوا عليه بالعصي والحجارة مدة 10 دقائق, ثم تحوّل الشارع لساحة معركة بين العديد من الأطراف, دون أن يفهم أحد شيئا, حسبما يقول.

ويتابع: “عالجني نادي الأقصى بعد نهاية المشكلة, ثم نقلوني إلى مستشفى ناصر”, مشيرا إلى أنه احتاج 3 غرز في الرأس, كما تعرض لكدمات مختلفة في مناطق اليد والرجل والظهر.

وطالب بركة في نهاية حديثه بحقه القانوني عن طريق الشرطة, مستغربا في الوقت نفسه عدم اعتذار عائلة المعتدين عليه إلى عائلته حتى كتابة التقرير.

تفاصيل الحادثة يرويها سائق المركبة

يروي السائق عوض أحمد عياش 42 عاما من سكان المغازي الذي تعرضت سيارته للتكسير و الإصابة بأضرار جسيمة ظروف الاعتداء عليه قائلا : عندما انهيت من تحميل الركاب بسيارتي من نوع هونداي وعلى وشك السير وإذ بعدد كبير من الأشخاص يهجمون على الركاب والسيارة بطريقة وحشية مما أدى بالركاب للنزول ومحاولة الهرب.

وأضاف بنوع من الغضب : نزلت من السيارة لكي اقنع المعتدين بالتوقف عن الهجوم والاستفسار منهم عن السبب للقيام بذلك الا انهم وبطريقة وحشية استمروا في تكسير السيارة وترويع الركاب رغم محاولاتي ابعادهم ولكن دون جدوى .

وأضاف صرخت عليهم ان يوقفوا الهجوم ولكن الأعداد كانت تتزايد مشيرا إلى أن المعتدين كانوا مسلحين بالعصي ولم يكتفوا بترويع الركاب بل قاموا وبطريقة وحشية بالرغم من مطالبتي لهم بالتوقف بالاستمرار في تكسير وتهشيم زجاج السيارة التي اعتاش من ورائها .

ويستكمل سائق السيارة حديثه قائلا: بعد الانتهاء من الهجوم تبين أن المعتدين يريدون ضرب شخصا كان من ضمن الركاب على اثر مشاحنة وفوز فريق على اخر متسائلا: ما ذنب سيارتي التي تكسرت ؟

وقال إن مالك السيارة وهو المختار فاروق أصلان من مخيم المغازي تقدم بشكوى للشرطة ودعمها بمقطع فيديو لبعض المعتدين حيث طالب الشرطة باعتقالهم وكذلك الضغظ من أجل تعويضه من قبل النادي الذي ينتمي له المشجعين الذين اعتدوا على سيارته.

وقدر سائق السيارة الخسائر بأنها تتجاوز ثمانية الاف شيكل موضحا بأن سيارته هي الدخل الوحيد الذي يعتاش عليها هو وأسرته المكونة من تسعة أفراد .
وطالب السائق جمهور النادي المعتدي وهو معروف لدى الشرطة بتعويضه واصلاح السيارة ومحاسبة المعتدين.

عقوبات الاتحاد

وبخصوص توقيع عقوبات رادعة بحق المعتدين, ذكر سامي أبو الحصين الأمين العام المساعد بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, أنهم معنيون بنجاح المسابقات الرياضية على مدار الموسم, وخروجها إلى بر الأمان دون حدوث أي شغب جماهيري.

وأوضح أبو الحصين أن الاتحاد يفرض عقوبات قاسية على الأندية والأشخاص الذين يتسببون بحدوث مشاكل داخل “المستطيل الأخضر”, مبينا أنهم لا يتحملون مسؤولية ما يحدث من خلافات وسقطات خارج الملعب.

واضاف: إن كرة القدم وسيلة للتنافس الشريف, لكن بكل أسف أصبح الشغب الجماهيري كبيرا, يجب على الجميع تقبّل ثقافة الهزيمة, وتحمّل الانتقادات”, واصفا ما يحدث من تصرفات غير أخلاقية بـ”الحب الجنوني الذي يقتل صاحبه”.

وتابع : “لأجل اعتماد العقوبات على أي أحد يجب أن يكون ذلك مرفقا في تقرير المباراة من الحكام والمراقبين فقط”, متمنيا من الجماهير أن تلعب دورا إيجابيا في تحفيز اللاعبين.

دور الشرطة

من جانبه, أكد لؤي الحداد منسق جهاز الشرطة مع الاتحادات الرياضية, أن مسؤوليتهم تأمين المباريات داخل الملعب, والتدخل لحل أي إشكالية, بهدف حماية طاقم الحكام واللاعبين من أي ضرر.

وبيّن الحداد أن الشرطة تحرص دوما على القضاء على مثيري الشغب خلال مباريات الدوري بكافة الدرجات.

وفيما يتعلق بواقعة الاعتداء على بركة, ذكر أن الشرطة أدّت واجبها على أكمل وجه في اللقاء, لضمان عدم وقوع ضرر داخل “المستطيل الأخضر”, مبينا أن العناصر كانوا منشغلين خلال الحادثة بتأمين خروج طاقم التحكيم, وإلا لكانوا قد تدخلوا في الوقت المناسب لحماية الشاب, كما حدث في مرات سابقة مع أشخاص آخرين, وفقا لتأكيده.

يشار إلى أن المباحث العامة في محافظة خانيونس فتحت تحقيقا رسميا في الحادثة, بعدما طالب بركة بحقه من المعتدين عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى